يقول الكاتب الأميركي لويس لامور: "لا يمكنك محاربة الصحراء، عليك الركوب معها"، وهي مقولة يطبقها سكان الصحراء الجزائرية الذين يحاولون استغلال الثروات الكامنة بمناطقهم الشاسعة وفي مقدمتها التمور.
ويُمثل التمر لعموم الجزائريين رمزاً للهوية، وليس مصدر رزق فقط، إذ لا تكاد مائدة البيت تخلو من هذه الفاكهة ومشتقاتها خاصة في فصل الشتاء. وتمتد شهرة التمور لخارج حدود الجزائر نظراً لجودتها، إذ يتسم التمر الجزائري بمنظره الشفاف ومذاقه الحلو، ولونه الذهبي وملمسه الطري، وهو ما جعله محل طلب واسع.
شهرة خارج الحدود
وتذكر بعض المراجع التاريخية أن مدينة بسكرة (430 كلم عن العاصمة)، وهي مدينة مشهورة بإنتاج أجود التمور، استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن اختار أميركيون بصحراء "إنديو (INDIO) أن يطلقوا اسم "بسكرة" على إحدى الواحات عرفاناً بمصدر تمورها ذات الجودة العالية. في وقت اختار آخرون تسمية شارع آخر في هذه الواحة الأميركية باسم تمر "دقلة نور" وآخر باسم "الجزائر" وآخر باسم "طولقة"، وهي المنطقة التي تعج بالواحات في بسكرة، فباتت كاليفورنيا واحدة من المناطق الأكثر إنتاجاً للتمر ذي الأصول الجزائرية المسمى "دقلة نور".
وتعد الجزائر من بين أكثر الدول العربية إنتاجاً لمختلف أنواع التمور التي تنتشر في واحات الصحراء الشاسعة، خاصة في بسكرة، ورقلة، أدرار، وغيرها. ومن بين الأصناف التي تُنتج في الجزائر: دقلة نور، بنغلوف، الشيخ، تفازة، فرانة، أقاز، أحرطانة، تزرازي، تيناصر، مسعودية، تنقور، تندكان، تمليحة، تنجدل، تزيزاو، واكيلي، يخال، الشيخ أحمد، الصبع، المكنتيشي، وغيرها.
السابعة عالمياً
وتظهر إحصائيات رسمية أن الجزائر احتلت سنة 2021 المرتبة السابعة عالمياً في مجال تصدير التمور بـ76.9 ألف طن، بقيمة إجمالية بلغت 79 مليون دولار.
وبلغ إنتاج التمور ذروته في 2019 بـ11.36 مليون قنطار، يتصدر هذا الإنتاج "دقلة نور" بـ6.14 مليون قنطار تليها التمور الجافة بـ3.02 ملايين قنطار ثم بقية التمور الطرية بـ2.20 مليون قنطار. وبلغ متوسط عدد البلدان المستوردة للتمور الجزائرية بين 2017 و2021، ما يعادل 66 بلداً، مع تسجيل الذروة في 2021 بـ72 بلداً عبر العالم.
الاعتراف بجودة التمور الجزائرية حفز الحكومة على مضاعفة الجهود لرفع عدد الدول المستوردة للتمور الجزائرية إلى 150 دولة بنهاية 2024، حيث ذكر وزير التجارة كمال رزيق مؤخراً أن الجزائر تصدر لنحو 75 دولة وتستهدف رفع عدد الدول بنهاية 2024 إلى 150 دولة لتبلغ القيمة الإجمالية للتمور المصدرة ما لا يقل عن 250 مليون دولار.
وبحسب وزارة التجارة الجزائرية ارتفع عدد المصدرين الجزائريين للتمور في الأشهر العشرة الأولى من سنة 2022 إلى 365 مصدرا بعدما كان في نفس الفترة من السنة الماضية 350 مصدرا، فيما تسعى السلطات إلى مضاعفة حجم صادراتها بالنظر إلى وفرة الإنتاج الوطني من هذه المادة (حوالي 1.2 مليون طن من التمور سنوياً).
source https://www.alarabiya.net/last-page/2023/01/04/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%B2%D9%82-%D9%88%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B9-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D9%87
تعليقات
إرسال تعليق