القائمة الرئيسية

الصفحات

أسوأ تفجير.. هكذا تحوّلت جنازة لبركة دماء بهذا البلد!

عقب انتصارهم بالحرب الأهلية الروسية وإعلان قيام الاتحاد السوفيتي، اتجه البلاشفة لمساندة الحركات الشيوعية بدول أوروبا الشرقية، حيث وفّر لينين ورفاقه الدعم المادي والعسكري لهذه الحركات التي عمدت لزعزعة الاستقرار بالمنطقة.

وبمملكة بلغاريا، اتجهت السلطات لمنع نشاط الحزب الشيوعي البلغاري عقب جملة من أحداث العنف التي هزت البلاد.

رداً على ذلك، عمد الشيوعيون بهذا البلد لتفجير كنيسة سانت نيديليا (St Nedelya) ضمن أسوأ تفجير إرهابي بتاريخ بلغاريا.

خطة التفجير

وعقب فشل تمرد العام 1923، أصدرت المحكمة العليا البلغارية قرارا بحظر الحزب الشيوعي البلغاري.

تزامنا، اتجهت السلطات الأمنية لاعتقال عدد من كبار قادة هذا الحزب الذين وجدوا أنفسهم خلف القضبان.

أمام هذا الوضع، شكّل الشيوعيون البلغاريون فيلقا مسلحا كلف بمهمة تنفيذ عمليات انتقامية ضد السلطات البلغارية.

وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1924، وضع الشيوعيون خطة لاغتيال المسؤول الأمني ورئيس الشرطة البلغارية فلاديمير ناشيف (Vladimir Nachev). وبالتزامن مع ذلك، نظم الحزب الشيوعي البلغاري خطة ثانية لتنفيذ عملية تفجير كبيرة خلال جنازة الأخير بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المسؤولين السياسيين البلغاريين.

إلى ذلك، تعالت الأصوات الرافضة لهذه الخطة صلب الحزب الشيوعي البلغاري حيث تخوف كثيرون من ردة فعل الحكومة والشعب ضدهم.

ومع تواصل سيناريو الاغتيالات التي نفذها الشيوعيون، شددت قوات الأمن البلغارية الخناق على أفراد الحزب الشيوعي.

وأملا في قتل أكبر عدد ممكن من كبار الأمنيين والسياسيين بالبلاد، وافق أغلبية أعضاء الحرب الشيوعي على تنفيذ خطة استهداف جنازة أحد كبار المسؤولين البلغاريين.

صورة لفلاديمير لينين
صورة لفلاديمير لينين


أعنف تفجير إرهابي بتاريخ بلغاريا

بمساعدة أحد العاملين بكنيسة سانت نيديليا، نقل الشيوعيون ما قدره 25 كيلوغرام من المتفجرات لداخل الكنيسة وباشروا بإخفائها قرب أحد الأعمدة التي ارتكزت عليها قبّة الكنيسة.

وبسبب الرقابة الأمنية المشددة التي رافقت جنازة فلاديمير ناشيف، فضّل الشيوعيون تأجيل عملية التفجير ليوم جنازة الجنرال قسطنطين جيورجييف (Konstantin Georgiev) الذي اغتيل يوم 14 نيسان/أبريل 1925.

بعدها بيومين، اتجه الحزب الشيوعي البلغاري يوم 16 نيسان/أبريل 1925 لتنفيذ خطته التي تلقت دعما كبيرا من المخابرات السوفيتية.

صورة للكنيسة عقب الهجوم
صورة للكنيسة عقب الهجوم

في حدود الساعة الثالثة مساء من ذلك اليوم، دخل الموكب الجنائزي كنيسة سانت نيديليا. وبعد حوالي 20 دقيقة فقط، فجّر الشيوعيون مبنى الكنيسة، اعتمادا على المتفجرات التي تواجدت على بعد بضعة أمتار من تابوت قسطنطين جيورجييف، متسببين في انهيار قبّتها الرئيسية.

وأسفر الانفجار عن مقتل 200 شخص وإصابة 500 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وقد كان من ضمن ضحايا تفجير كنيسة سانت نيديليا عدد من كبار المسؤولين الأمنيين كالجنرال ستيفان نيريزوف (Stefan Nerezov) ووزير الحرب السابق الجنرال كالين نايدينوف (Kalin Naydenov) إضافة لعمدة العاصمة صوفيا باسكال باسكاليف (Paskal Paskalev).

يشار إلى أن السلطات البلغارية أعلنت بعدها بأيام، حالة الطوارئ بالبلاد ليباشر على إثر ذلك الجيش البلغاري بحملة اعتقالات واسعة طالت عددا كبيرا من الشيوعيين.

وبالشهر التالي، أعدم حوالي 450 من المعتقلين دون محاكمة وقد كان من ضمن هؤلاء الذي أعدموا الشاعر جيو ميليف (Geo Milev).



source https://www.alarabiya.net/last-page/2023/01/21/%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A3-%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%91%D9%84%D8%AA-%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF-

تعليقات